ليلة في وطني بقلم الشاعر مصطفى الحاج حسين
*** لَيْلَةٌ فِي وَطَنِي ***
أحاسيس: مصطفى الحاج حسين
الجِدارُ يَحْتَمي
بِآهاتِي
والسَّقْفُ يَتَغَلْغَلُ
بِأَنْفاسي
ويَلْتَصِقُ البابُ المُوصَدُ
بِظِلِّي
والنّافِذَةُ تَدْلُفُ إلى قَلْبِي.
النَّسْمَةُ خائِفَةٌ
والضَّوْءُ يَرْتَعِشُ
والـمِرْآةُ تَنْدَسُّ بِقَلَقِ
وكُتُبِي الْـمَرْكُونَةُ فِي الزّاوِيَةِ
تَسْأَلُنِي:
ما مَصِيرِي إِنْ تَعَرَّضْتُ لِلِاعْتِقالِ؟!.
حَتّىٰ إِنَّ قَلَمِي
كانَ مُنْكَمِشًا
يَقْرُضُ آفَاقَهُ
ذُعْرٌ يَتَصاعَدُ مِنَ الأرْضِ
والأرِيكَةُ مُنْهارَةُ الأقْدامِ
والتَّكايَا تُنَشِّفُ دَمْعَتَها.
يَتَجَوَّلُ الْـخَوْفُ
فِي غُرْفَتِي
ويَثِبُ سَرِيرِي
كُلَّما
سَمِعَ ضَجَّةً.
يَشْهَقُ الْـمِشْجَبُ
وَثِيابِي الْـمُعَلَّقَةُ تَخْطِفُ جَسَدِي
والصَّمْتُ مُصْفَرُّ الْوَجْهِ
واجِمُ الإِحْساسِ
يَلْتَصِقُ بِالْـجُدْرانِ
وأنا أَحْفِرُ هَواجِسِي
لأَخْتَبِئَ مِنَ الِانْهِيارِ.*
مصطفى الحاج حسين ٍ
إسطنبول


تعليقات
إرسال تعليق