غيمة سوداء في سماء الوطن بقلم الشاعرة سلمى اليوسف



 غيمةٌ سوداءُ في سماءِ الوطنِ


غيمةٌ سوداءُ تحتَها نارٌ

وخلفَها دخانٌ أسودُ و رمادٌ

وحوشٌ عيونُها تشعُّ شرارةً من النار 

أنيابُهم خارجَ أفواههم

يسيلُ منها الدماءُ

يركضونَ كما الكلابِ والضباعِ المسعورةِ

تهاجمُ الأحياءَ ويدعسونَ الأمواتَ 

بأيديهم سيوفٌ وبنادقُ ورماحٌ

إنهم همجٌ ومرتزقةٌ بلا أخلاقٍ

يسلبونَ وينهبونَ ...!

يقتلونَ ويمزِّقون الجثثَ

يشربونَ الدماءَ ...!

يسرقونَ البطَّ والإوزَّ والدجاجَ

ولم يفلتْ منهم شيءٌ

ومن خلفهم الخرابُ والدمارُ

ويُشعلونَ النيرانَ والأحقادَ

في دور العبادة ومنازلِ العِبادِ

قتلوا الصغيرَ قبلَ الكبير

ومثَّلوا بجُثث الأجداد

نتفوهم وسلخوا جلودَهم

كالحيوانات المُفترسة

تنهشُ لحمَ الفريسةِ 

والعالَمُ أجمعُ يتفرَّجون عليهم

تارةً يهجمونَ الكوردَ

وتارةً العلويَّةَ والمسيحيَّةَ

والدروزَ وكلَّ الكُرماء 

يا لَلعار على الدِّين

الذي يبني نفسَهُ على أشلاء العُظماءِ ...!

باسم (اللّٰهُ أكبرُ) ...!

يُذبِّحونَ الإنسانَ كالخِرفانِ

ينحرونَ النساءَ والأطفالَ

يا لَلعار على جبين الإنسانيَّة

والعالَم العربيّ والإسلاميّ

يا لَلعار ...!

كيفَ ينامُ هذا العالَمُ قريرَ العينِ ؟!

فقد بكتِ السهولُ والجبالُ والوديانُ

بكتِ الطيورُ والورودُ وكلُّ الأحياءِ 

صرخَ ترابُ الوطن 

كلُّ حبَّةٍ ترابٍ

داسَ عليها هؤلاءِ

تألَّمتْ تحتَ أقدامهم

وصرختْ بحُرقةٍ

وسالتْ دماءُ البشر في الشوارع

وفي الشرفات والقاعات

والمضافات ودُور العِبادة والمُستشفيات

على يد هؤلاء المَغولِ والتتارِ

قطعوا الأيدي وكسروا الأقلام

حرقوا الدفاترَ والمدارسَ والجامعاتِ

وشرَّدوا الأطفالَ إلى الجبال والمنافي 

كيفَ الخلاصُ يا أللّٰهُ...؟!

يعجزُ اللسانُ في وصف المأساةِ

كادتِ الشمسُ أن تنطفئَ

وغادرَ القمرُ خجلاً

وتبكي النجومُ في خفاءٍ

والعالَمُ معزولٌ بما يحدثُ في البلادِ

هاجرَهُ السنونو والفراشاتُ 

وقد سكنَتْهُ خفافيشُ الظلامِ ...!


20.7.2025

✍️ سلمى اليوسف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متقوليش بقلم الشاعر عبد المنعم حمدي رضوان

عاشقة الورد بقلم الشاعر فؤاد ابو طاحون

الغزال الأسمر بقلم الشاعر فؤاد يوسف طاحون