فاسلك سبيل بقلم الشاعر أحمد الموسوي
"فاسلك سبيلَ"
يا سائلًا عن نورِ حِكمةِ مُعتبَرْ
وذاهبًا في الدَّربِ يَنشُدُ مُستقَرْ
أصغِ الحكايةَ مِن حكيمٍ زاهدٍ
مضى على دربِ الهدى دونَ ضَجَرْ
جاءَ الفتى يشكو ظلامًا قاهرًا
حيرانَ في عيشٍ كئيبٍ مُحتضَرْ
قال الحكيمُ ازرعْ جميلَ مآثرٍ
تبقى منارًا لا يَهُونُ مع القَدَرْ
واجعل حياتكَ بالمحبَّةِ روضةً
تنمو بها أزهارُ خيرٍ منتشِرْ
واحمِل مِن الأخلاقِ أعذبَ جَوهَرٍ
يُهدي إلى قلبٍ تَلَفَّعَ بالكَدَرْ
وانهَ أخاكَ إذا تَخَبَّطَ غافلًا
باللطفِ لا بالعُنفِ يُجْبَرُ ما انكسَرْ
وافتحْ يديكَ إلى ضُلوعِ تائهٍ
يَرنو إلى نورٍ يُبَدِّدُ ما استَتَرْ
وانصحْ بلينٍ مَن يَضِلُّ مُكابرًا
فالعِبرةُ الكُبرى تُبَصِّرُ مَن نَظَرْ
كَم مِن حكيمٍ قد أضاءَ بنُصحِهِ
دَربًا فأحيى قلبَ قومٍ قد هَجَرْ
لا تَعجَلَنْ في لومِ جاهلِ غفلةٍ
فالصبرُ مِفتاحٌ يُبدِّدُ ما عَسَرْ
والرِّفقُ زادُ الناسِ في دُنياهمُ
إن غابَ عن دربٍ تَرَاهُ قد اندَثَرْ
كن غيمةً بالعطفِ تُسقي يابسًا
تُحيي ربيعَ القلبِ في حُلوِ الثمَرْ
واسلك طريقَ الحقِّ مهما أظلَمَتْ
تلقَ الهُدى مِصباحَ دربٍ مُختصَرْ
لا تُخفِ معروفًا إذا ما أمكنَتْ
كفُّ الكريمِ؛ الخيرُ باقٍ في الأثَرْ
واجعل عطاءَكَ في الحياةِ رسالةً
تُحيي قلوبَ الناسِ خيرًا يُدَّخَرْ
واعلم بأنَّ الدهرَ يَمحُو زائفًا
ويَصونُ في الأرواحِ صِدقًا مُزدَهَرْ
وانصُرْ بنصحِكَ مَن تَخَبَّطَ جاهلًا
فالعلمُ نورٌ والجَهالةُ في سَقَرْ
هذي وصايا مِن حكيمٍ زاهدٍ
يرجو مَسيرًا في خطى خيرِ البَشَرْ
فاسلك سبيلَ المكرماتِ فإنّه
دربُ النجاةِ، وفيه خيرٌ مُدَّخَرْ
✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي
بتأريخ 07.21.2025
تعليقات
إرسال تعليق