دعوتك يارب بقلم الشاعر احمد الموسوي

 


"دعوتُك يا ربِّ "


دعوتُك يا ربِّ بوجدانِ ندمُ

بأن تُنزِلَ السُّلوانَ، فالعينُ تَدمُ


تعثّرَ دربي وانثَنَى فيهِ عَزمُ

ولكنَّ قلبي في يقينِكَ يرسُمُ


تساقَطَ دمعي ثمّ ضاحَكَهُ فَمُ

كأنّي أُكابدُ والمواجِعُ تَرحُمُ


إلهي، إذا ضاقَ الزمانُ وأُظلِمُ

فمَن ذا يَكفكفْ غيرُ لطفِك يُلهمُ


هَويتُ السُكونَ إذ اشتدّتِ الظُّلَمُ

ولكنّ نورَكَ في الدُجى لا يُهزمُ


تخاصمَ صبري والفُؤادُ تألّمُ

وما ضاقَ صدرٌ في رضاكَ يُسلِمُ


تعبتُ، ولكنّي لوجهِكَ أَحْلُمُ

فأنتَ الكريمُ ومَن دعاكَ تَكرِمُ


رأيتُ المنى حينَ القنوطِ تُسلِمُ

كأنَّ الهمومَ، بدعوةٍ، تَنهَزمُ


فيا مَن إذا ناداهُ عبدٌ يَرحمُ

أتَيتُكَ والآهاتُ دَمعٌ يُخَتَّمُ


على بابِ عفوِك قد ركعتُ وألُذُ

كأنِّي غُبارٌ في الرّجاءِ يُخَتَمُ


غفرتَ لمن جاءَك يسعى ويَندُمُ

فكيفَ أُخيَّبُ والحنانُ مُقيمُ


توسّدتُ جُرحي والدُّعاءُ يُعَظِّمُ

فأنتَ العليمُ بكلِّ قلبٍ يُكَلِّمُ


رجوتُكَ في ليلٍ شكا وتألّمُ

فأنتَ الرجاءُ ومَن سِواكَ يُنعمُ


إليكَ شكاتي والحُروفُ تُعظِّمُ

وإن خانَ صوتي، فالسكينةُ تُلهِمُ


تجرّعتُ آلامًا، ولكنِّي أعلمُ

بأنَّ ابتلاءَكَ في القلوبِ يُرحِمُ


أراكَ مع الدّمعِ الكريمِ وتَرحمُ

فكلُّ البلايا في رضاكَ تُكرِمُ


نَجوتُ بدعوايَ التي لا تُظلِمُ

وأنتَ الذي في النّورِ دومًا يُنعمُ


كتبتُ انكساري ثمّ جئتُ وأرجُمُ

بقلبي ظلامَ اليأسِ حتى يُهزمُ


سأبقى على الأعتابِ ليلًا وأحلمُ

بأنّكَ مَن يرجوه عبدٌ يُكرَمُ


فإنْ مِتُّ، فاجعلني بنورِكَ أحلُمُ

فما غيرُ عفوِكَ يا كريمُ يُسلِمُ


✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي/العراق 

جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي 

بتأريخ 04.03.2023

Time:4:00pm


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

متقوليش بقلم الشاعر عبد المنعم حمدي رضوان

عاشقة الورد بقلم الشاعر فؤاد ابو طاحون

الغزال الأسمر بقلم الشاعر فؤاد يوسف طاحون