عام غريب بقلم الشاعر فخري شريف
عام غريب
ماذا بعد الخراب والدمار والانتقام؟
تعيش النفس في زخم الأحزان والآلام.
السماء تتلألأ كالشهداء في ظلام،
والأرض تهتز بعلمٍ يرفرف في الأعلام.
والناس ترقص فرحًا، بعيونٍ تتلألأ،
والغريب ينوح، أنينه كصدى المجنون.
مخيرٌ بين همومٍ أو مسيرٍ مع الشيطان،
حوادث هنا وهناك، والناس كالغربان.
الجوع يشتعل، والعطش في بستان،
ويبقى أكيدًا أن هناك جنونٌ يتجلى.
صبرًا على المهانة، يا بشر،
شعب جنسك عربي، اصبر واحتسب.
يا أولاد عدنان، وقحطان الأحرار،
والكلاب تعوي في ظلام الليل.
أرضٌ مُعذبة، تحت سطوة الأقدار،
تتوق للحرية، كعصفورٍ في الأقفاص.
يا عام عشرين، ماذا بعد؟
الناس تحتفل بذكرى الميلاد،
وأنا أرقص على أعيادٍ مُرّة،
أطرب الطبول، وأغني الألحان،
دان دانا، يا ليل، قبل الوجود،
والحزن يجوب على العلم، وغزة تُعيد.
نفسي أعيش بلا أخبار،
وأتنفس وأقول: الحمد لله الستار،
لكن الأمل في القلب لا يموت،
كزهرةٍ تنبت بين الشوك، في كل المسار.
في قسوة الألم، يولد الأمل كفجر جديد،
كالأصداء التي تتردد في الفضاء، تلامس القلوب بصدق.
فخري شريف
تعليقات
إرسال تعليق