اسيرة الهوى بقلم الشاعرة سلمى اليوسف

 



/عن الفراق وحزن على الأحباب كتبت/


*أسِـيـرةُ الـهَـوى*


أصبحتُ أسيرةَ هواكَ 

وأنتَ مَنْ قَيَّدْتَني بالأغلالِ والأصفادِ

و رميتَني في الجُبِّ مُعلَّقةً و سافرتَ

و في غِيابِكَ أُفَتِّشُ عنكَ

بينَ ثَنايا الكلماتِ

و الفراغاتِ بينَ الجُمَلِ

تركتَ مساحاتٍ شاسِعةً

كما الجبالِ و الصَّحاري وُسْعَ السَّماءِ 

يُوجِعُني صدى فِراقِكَ 

فراغٌ أصابَ صباحاتي و المساءَ

بعدَ أنْ كنتَ تُراوِدُني

و ها أنتَ في سفرٍ عبرَ الفَضاءِ

وصلتَ هُناكَ ...

و أنا هُنا أراقِبُ عقاربَ السَّاعاتِ

و أعدُّ الأيَّامَ القاسيةَ عليَّ

 🕊️     🕊️     🕊️

أصبحتُ تائِهةً بينَ اللَّيلِ و النَّهارِ

بِتْنا نحيا في ظِلِّ الألمِ و الاكتِئابٍ 

و الغُيومُ الحزينةُ تُغَطِّينا 

يا قلبي الحَزينَ ..!

يا نبعَ الشَّوقِ و الحنانِ

أصبحتَ كما الأتونِ

وأنا الآنَ أنتظِرُ في محطَّةِ القِطارِ

أُراقِبُ ... أتلهَّفُ لِعودتِكَ

كُلَّما غادرَ قِطارٌ و أتى قِطارٌ

لا أعرفُ إلى متى أنتظِرُ ؟

و أيَّةُ رحلةٍ تكونُ نهايةَ التَّرحالِ 

سأترُكُ نوافِذي و الأبوابَ

مفتوحةً كلَّ صباحِ

لِيَهُبَّ عليَّ نسيمُ الصَّباحِ

و معَ النَّسيمِ أسمعُ زئيراً كزئيرِ القطاراتِ

صوتُها مبحوحٌ أصابَها البردُ و وعكةُ الانتِظارِ

وكأنَّها تبحَثُ عن شيءٍ مفقودٍ

 🕊️     🕊️     🕊️

مَنْ تكونُ و مَنْ أنا ؟

نظلُّ نبحَثُ عنْ انتِمائِنا

لِصدرٍ دافئٍ نسكُنُهُ

لِلَحظاتٍ تخيَّلتُ حُلمي القديمَ

رأيتُ نفسي و أنتَ

مُتربِّعَيْنِ على عَرشِ ربيعٍ زاهرٍ

يُنيرُ لنا عتمةَ اللَّيلِ

وفي صباحاتِهِ تُغنِّي لنا البلابلُ

و العنادِلُ و الفراشاتُ حولَنا

تمتصُّ رحيقَ الزَّهرِ

يفوحُ عبقُها و يُمازِجُ أنفاسَنا

و كانَتْ نبضاتُ قلوبِنا تتسارعُ فرحاً

ولكنَّني صحيتُ منْ حُلمي

و أنت تُودِّعُني

و اليومَ أحسُّ أنَّ سفرَكَ

قد مضى عليهِ دهرٌ 

و ألمُ الانتِظارِ و صدى لهفتي

ليس لهُما حُدودٌ و لا شُطآنُ

 🕊️     🕊️     🕊️

عِدْني بالعودةِ على جناحِ العَنقاءِ 

سأحطِّمُ القُيودَ و الأغلالَ

و أكتُبُ لكَ شِعراً أو نثراً

مُطرَّزاً بخُيوطِ الشَّمسِ

و أخيطُ شالاً لي من ألوان قوس القُزَحِ

لِتُبدِّدَ الغُيومَ و تُزيحَ الظَّلامَ 

سأرفَعُ يدي إلى السَّماءِ

و أدعو بخُشوعٍ

لِنتحرَّرَ منْ عُبوديَّةِ الفِراقِ


بقلمي ✍ سَـلـمـى الـيُـوسُـف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عاشقة الورد بقلم الشاعر فؤاد يوسف أبو طاحون

عاشقة الورد بقلم الشاعر فؤاد ابو طاحون

الغزال الأسمر بقلم الشاعر فؤاد يوسف طاحون