أحزاني الدفينة بقلم الشاعرة سلمى اليوسف




 أحزاني الدَّفينةُ


أنا التي زرعتُ في كُلِّ رُكنٍ وروداً

ونثرتُ الفرحَ في القُلوبِ

أطلقتُ حمائمَ السَّلامِ

إلى أحضانِ الآفاقِ

أنا التي كتبتْ قصائدَها

بأفواهِ البنادقِ و رائحةِ البارودِ

كي تُفجِّرَها في صدرِ المُغتصبينَ

لنْ تُهزِمَ كِبريائي أيَّةُ نكسةٍ

أظلُّ كالشَّمسِ مُشرِقةً

أُخفي الأحزانَ خلفَ ضَحِكاتي 

أُخفي آلامي كالغُروبِ خلفَ الغُيومِ

أملكُ فرحاً يليقُ ببسمتي كما الشُّروقِ 

تعلَّمتُ كيفَ أغدو قويَّةً

أُخفي الحُزنَ والحَنينَ في أعماقي

كما البحرِ الهادئِ ...

وأُغلقُ الجسورَ المُعلَّقةَ 

ونوافذي في وجهِ الخَيباتِ 

فعندما تنتابُني الأفراحُ

يزهرُ فؤادي كالرَّبيعِ

وتهجرُ منهُ الذِّكرياتُ الحزينةُ

ولكنْ تظلُّ جِراحُ وطني شوكةً في فُؤادي

وعينايَ مفتوحتانِ كديوانِ شِعرٍ

لِشاعرٍ قضى حياتَهُ مآسيَ وضياعاً

أقفُ كئيبةً على بقايا رُكامِ الماضي

وويلاتِ الحاضرِ

والخوفِ منَ الآتي 

لستُ صِفرَ اليدَينِ

ففي جُعبتي بذورٌ

تكفي كُلَّ بساتينِ وطني

وعلى كَتِفي سِلاحي

أحمي أسوارَهُ منْ غدرِ الطَّامِعينَ

وفي جيبي قلمي وكُرَّاستي

أُدوِّنُ بهِ قصائدي

بكلِّ الألوانِ والأبجديَّاتِ 

حينَ تُشرِقُ الشَّمسُ

فسأغزِلُ من خُيوطِها

أحلامي المفقودةَ في الغُربةِ

آتيةٌ لِأزرعَها داخلَ أسوارِكَ

التي تُقسِّمُ جسدَكَ الطَّاهرَ

أجزاءً أربعةً يا وطني

سوفَ نُحطِّمُ تِلكَ الأسوارَ

لتكونَ جسداً واحداً

يا وطني ... يا كُردستانَ الحبيبةَ


بقلمي ✍️سلمى اليوسف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ينادمني في البعد عنك بقلم الشاعر خالد الجندي

حسناء في ثوب التواضع بقلم الشاعر فؤاد يوسف ابو طاحون

طفلتي بقلم الشاعرة أم إبراهيم