ايتها الشمس بقلم الشاعر حاجم موسى
أيتها الشمسُ كم راقبتكِ
هناكَ في مراتعِ الصِّبا
عندَ الغيابِ
ولو بكيتُ على تلكَ الأيامِ
مدى العمرِ حسرةً ولهفةً
ما انجلى عذابي
فلم أرَ في الحياةِ وربي
أصعبَ من هجرِ الأوطانِ
وفِرقةِ الأحبابِ
على التلِ فيكِ يا آطيشْ
وفي سهولكِ الخضراء
قضيتٌ أيامَ طفولتي وشبابي
حينَ كنتُ كما الريحانِ
أفوحُ عَبَقاً وعطراً
كما أنفاسِ الروابي
كيفَ لا وقد أدمنتُ فيكِ
الغروبَ والشروقَ كما
مدمنِ الشرابِ
وكم كانَ القمرُ مضيئاً
على زجاجِ قلبي وراقصاّ
في ثناياهُ كما السرابِ
لقد عشقتُ فيكِ النجومَ
الساهياتِ وهي تخضُّبُ
خدودَ الترابِ
وكلما يأتي المساءُ تأخذني
الأحلامُ بجناحِ الخيالِ إليكِ
كجدولٍ رقراقٍ في انسيابِ
لتنبضَ فيكِ بضعةٌ من أغصاني
المتعبةِ في سهولكِ الخضراءِ
والشعابِ
كيف لا أذكركِ والعذابُ يُفَتِّتُ
كبدي شوقاً إليكِ في محنتي
واغترابي
فأنا وإن رحلتُ عنكِ بجسدي
فروحي ظلتٕ هناكَ كالطيرِ
تحومّ فوقَ الهضابِِ
فالقلبُ مليءٌ بالهمومِ
معشوشبٌ بالحزنِ والمللِ
والاكتئابِ
على فرقةِ أقرانِ الطفولةِ
وضياعِ الشبابِ وفقدِ
الصحابِ
لا تسأليني كم اشتقتُ إليكِ
كلما أفتحُ عيني أراني أسكبُ
دمعاً على صفاحِ أيامِ التصابي
يذكرني الأمسُ بماضي السنين
وتهبُّ في نفسي رياحُ الحنين
والصمتُ يزيحُ أصداءَ عتابي
وكيف انسى فيكِ زهوَ الربيعِ
وسحرَِالثلوجِ على التلالِ
وأسى الخريفِ خلفَ النقابِ
سيبقى هواكِ في دمي
ونشيداً جميلاً في فمي
وسروراً مفعماً بالعذابِ
ح/م
تعليقات
إرسال تعليق