غفر الله تعالى لابي بقلم الشاعر حاجم موسى
غفرَ اللهُ تعالى لأبي
كانَ نجماً ساطعاً في الغيهبِ
قد عرفناهُ تقياً مؤمناً
عاليَ القدرِ عزيزَ الجانبِ
لم يزلْ ذكرهُ يعلو في المدى
صاعداً نحوَ مدارِ الشُّهِبِ
أنفقَ العمرَ بِعِزٍّ وكَرَمْ
وعطاءٍ دائمٍ كالسُّحِبِ
كلما كانتْ يداهُ تُنفِقُ
زادهُ اللهُ عطاءً مُسهَبِ
كانَ كُردِياً يَجِلُّ قومهُ
ومُعيناً لَهُمُ في الكُرَبِ
أومريِّ الأصلِ مِنْ قومٍ كرامْ
لَهُمُ الفَخرُ بِعِزِّ النَّسَبِ
لازمَ القرآنَ عمراً كامِلاً
دونَ عَيٍّ ظاهِرٍ أو تَعَبِ
كانَ مِضيافاً مُحِباً للقَرى
وحَليماً ذا كلامٍ طَيِّبِ
لَمْ يَكُنْ قَطُّ عَنيداً مُمسِكاً
بِحِبالِ رأيِهِ في النُّوَبِ
وحَدِيثي عَنْ سجاياهُ يَطولْ
لَو أَزِحْ عنها لِبَعضِ الحُجُبِ
كانَ ذو حُبٍّ عَظيمٍ للعلومْ
ولأهلِ الحِكمَةِ والأدَبِ
يا أبي مازلتَ حَيَّاً بيننا
أنتَ شمسٌ أَبداً لا تَغِبِ
عهدكمْ كانَ نَضيراً نَيِّراً
بِخِصالِ أهلِهِ والحَسَبِ
قد نَمَتْ فيهِ الثَّرى وكم زهتْ
بالنخيلِ وكُرومِ العِنَبِ
وكذا أيامكم قد أينعتْ
بالوفاءِ والصفاء الخَصَبِ
لَهَفُ نفسي على أيامكمْ
لم تَزَلْ تَلَمَعُ كالذَّهَبِ
قَبركمْ مازالَ يبدو شامخاً
فوقَ تَلِّ القريةِ المُنتَصَبِ
إنَّ آطيشَ ستبقى عِشَّنا
هِيَّ مِنْ خيرِ القُرى في الكوكبِ
أهلُها خيرُ أناسٍ في الورى
أهلُ طِيْبٍ وعطايا سَيِّبِ
لَهُمُ مني التحايا والسلام
وإلى أرواحِ أمي وأبي
ح/م
تعليقات
إرسال تعليق