شاشتى العامرية بقلم الشاعر معروف صلاح احمد





 • شاشتى العامرية •

كنتِ الفخَامَةَ والقدَاسَةَ

 والشيَاكَةَ والصفيَّة

كنتِ الكياسَةَ والعفَافةَ

 والحَصَافةَ والذكيَّة

كنتِ الأنَاقةَ والنمَاقةَ واللبَاقةَ والسنيَّة

واللياقَة والشمَاقةَ والخَجُولَةَ والحييَّة

وما كنتِ الحمَاقةَ والصفَاقةَ والبذيَّة ..

فخنْتِ الأمَانةَ والنبَالةَ والوصيَّة

خنْتِ مرناتِي وكنْتُ أنَا الضحيَّة

وانفرطَ عِقدُ مودتِي برُصَافتِي الزهيَّة

وانكفَأتْ السلَامَةُ بأحزانِي العتيَّة

وانفكَّ سِلكُ محبتِي

 ودبلومَاسيتِي الماهريَّة

وتساقطتْ خرزاتُكِ السُّكَّريَّة

منْ فرطِ الخيَانةِ والظنُونِ الشجيَّة

وما كنتُ موسَى وما كنتِ هارُونيَّة 

وما كنتُ جاحظًا وما كنتِ شُعيْبيَّة

وما كنتُ ظبيًا كى أحِنُّ

 ولا عيُونُكِ مَهيَّة

وما كنتُ قيسًا كى أُجنُّ

 ولا جفونُكِ عامريَّة

لكنَّه نوُر ي وتلكَ بشَاشتِي الظاهريةَّ

وهذه العنايةُ تسرَّبت

 من شَاشتِي الخلفيَّة

وهذا داءُ الشبابِ

 ينبضُ بصراحتِي  اللوذعيَّة

والتى تسربلت بحكمةٍ 

فى أعضائى الشقيَّة

أشقانِي قلبِي بالجفَاءِ

 وبالعِقَالِ وتلكَ هنَّاتُهُ الأمْهَريَّة

فدختُ بالعتبَاتِ وبالحَفَاءِ

 حيرَانًا دونَ مَسِّ الخَطيَّة 

وتركتُ أقحوانِى 

وتلهَّفْتُ منْ شذَى مِسْكِ هذِي القضيَّة

أجرانى دهرِي بالوصَالِ

 فمِتُ ظمأنًا بالنِّصَالِ المرْمَرِيَّة

وبتُ يقظانًا أعدُّ الحِسابَ بالنِّضَالِ للفوزِ منْ تلكَ البليَّة

أهدانى ربى بالفؤادِ 

ففررْتُ منْ الجمَالِ بعِنايَةِ الحُريَّة 

وتعظَّمْتُ بالسِّحْرِ وتمنْطَقْتُ بالزندِ وتلفحْتُ بالدلائلِ العطريَّة

ونظرتُ من فتحَاتِ أغصَانِ قُفْلِ موشَّحَاتِ المشربيَّة

وعجِبْتُ من أصْلِ النَّوَى .. 

ودهِشْتُ من أهلِ الهَوَى

قد حاروا فيهِ وظلوا شتَّان

 وباتوا دهمَاءَ من الرعيَّة

كل المهالكِ فى الجَوَى .. 

كلُّ الممَالكِ فى الكَوَى

كل المذاهبِ فى العُلَا 

من مَالكٍ أو جمْهُورٍ أو شافعيَّة

قد أحْرَقتْهُم حُرْقةٌ

 من جنونِ حُسْنَةٍ أو دمْعَةٌ من سنيَّة 

أو نفْحةٌ فى الشامِ من بثينةٍ يرسلُها العِرَاقُ إلى سُوميَّة

قد روتْهم نظرةٌ من غَوَارِ 

لحْظِ عزَّةٍ أو لفتتَةٍ بجوارِ الثريا

 أومَسْكِ سِوارِ ليلى أولمْسِ 

عِقْدِ لُبْنَى أو معْصَمِ بهيَّة

حتى نمَا واحتدَّ المُصَابُ 

على الورَى ذاعَ الفتى القضيَّة

فإذا بِلَيْلَى لمْ تَعُدْ تهْزِي 

أو تتمتمُ بأشراقةِ نُورِ البهيَّة

فهي فوقَ كلِّ طفيفةٍ

 وهى المِكيالُ والنبيلةُ والعميَّة

وإذا بنجوَى لم تكنْ تدرِي السريرةَ والسَّمِيرَةَ والخفيَّة

وإذا بسلوَى لم تجدْ أروقةَ الذُّرَا ماتصبو إليهِ الكاظميَّة

وتنجلِي بالطِّفِّ وبكاظمَةٍ

 وبصَفْصَافِ ضِفَافِ الأعظميَّة

والناسُ تجْهَلُ أنَّهَا فِي الصفِّ خَيَّة 

وإنَّهَا فِي أحْلَكِ الأزمَانِ حَيَّة

ومن المَصَائبِ

 أنْ تَصِفَ فى الوصْلِ امرأةً مُوصليَّة 

وكلُّ مافيها مخلصةٌ ووفيةٌ ويانِعَةٌ وشجرُ الدُّرِ كامليَّة

لكنَّه نوُرُالفتَى وطَلسَمُ الأنثَى والحقيقةُ أنا والشاشةُ عامريَّة

ونهايتِى فِي الصبابةِ قدسيَّة .

.....................................

معروف صلاح أحمد 

 شاعر الفردوس - القاهرة - مصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ينادمني في البعد عنك بقلم الشاعر خالد الجندي

حسناء في ثوب التواضع بقلم الشاعر فؤاد يوسف ابو طاحون

طفلتي بقلم الشاعرة أم إبراهيم