الحلم القديم بقلم الشاعرة سلمى اليوسف

 



الحُـلْـمُ الـقَـدِيـمُ


منذُ عُصورٍ و نحنْ نحلُمُ بِحُرِّيَّةِ كُردُستانَ

سَعَيْنا كثيراً لِتحقيقِ الحُلْمِ الكبيرِ

و ما تصوَّرْنا يوماً أنْ نبلُغَ هذا الحالَ

لقدْ عَلَتْ راياتُ النَّصرِ بيَدِ الأعداءِ 

و سقطَ الحُلْمُ تحتَ أقدامِ الخَوَنةِ

إنَّهُ واقِعٌ مُرٌّ حَزينٌ تَشِيبُ لهُ الوِلدانُ

باتَتْ دُموعُهُمْ دِماءً  

لا أملَ في ما هوَ آتٍ ..

⭐     ⭐     ⭐

لقد مرَّتْ قُرونٌ

و نحنُ نحلُمُ بدولةِ كوردستانَ

كُلَّما اقتربَ الحُلْمُ بدَّدَتْهُ رِياحُ الخِيانةِ 

لِتُجَزِّئَ ما تبقَّىٰ منهُ أشلاءَ

كانَتْ كُردُستانُ وَطناً عظيماً 

 لهُ سِيطٌ بينَ الأوطانِ ...

بالخِياناتِ تبعثرَتْ ، و غَدَتْ أقساماً أربعةً

بعدَما كانَ يُحكىٰ عنْ فُرسانِها و أمجادِها

جِبالُها قِلاعٌ لِلصُّمودِ

و وُديانُها مَقابرُ لِلأعداءِ ...

و يشهَدُ التَّاريخُ و الحضارةُ على أمجادِها

و لكنْ خذلَها الخَوَنةُ منْ أبنائِها

⭐     ⭐     ⭐

إنَّها أرضُ الأكرادِ

و قِصَصُ أبناءُ الجِبالِ شاهِدةٌ

نزفَتِ الدِّماءُ على هذهِ الأرضِ 

حتَّى انفَجرَتْ

ينابيعُها تدفَّقَتْ بدماءِ الشُّهَداءِ

على أرضِها كانَ الموتُ و الحَياةُ يتعانقانِ ...

إنَّها كُردُستانُ ...

لا تَفِي الخُطَبُ و القَصائِدُ حقَّ مدحِها

 سِرُّها في باطِنِ أرضِها

و الأعداءُ يَعرِفونَ قَدْرَها ..

⭐     ⭐     ⭐

لنْ تركَعَ كُردُستانُ لِأطماعِهِمْ ..

سوفَ يعودُ الزَّمانِ لها ضاحِكاً 

و تبتسِمُ كُردُستانُ منْ جَديدٍ

سيعتذِرُ منها كُلُّ مَنْ دنَّسَ تُرابَها

و يركَعون أمام شُموخِ جِبالِها و مقابِرِ شُهَدائِها

و يَعتذِرونَ منْ أُمَّهاتِ الشُّهَداءِ

فأبناؤُهُنَّ دفعوا ثمنَ الحُرِّيَّةِ و حِفْظِ الوطنِ

و العالَمُ كلُّهُ شاهِدٌ

و سُكوتُهُ عارٌ على الإنسانيَّةِ

تغافَلَ عَمَّا يحصُلُ على أرضِ كُردستانَ

دَوَّنَ التَّاريخُ كُلَّ الأحداثِ

إباداتِ الأنفالِ و مَجازِرَ حلپچةَ و ديرسمَ

و في كُلِّ بِقاعِ كُردُستانَ

سيعيدُ الزَّمنُ سِيرتَهُ الأُولى

و يرجَعُ الحَقُّ لِأصحابِهِ

و الأبناءُ إلى حُضْنِ الأُمَّهاتِ ...

و المُشَرَّدونَ إلى حُضْنِ الوطنِ

و تتحرَّرُ كُردُستانُ منَ الأعادي

لِتخفُقَ رايةُ الكُردِ على جبالِها


بقلمي سلمى اليوسف

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ينادمني في البعد عنك بقلم الشاعر خالد الجندي

حسناء في ثوب التواضع بقلم الشاعر فؤاد يوسف ابو طاحون

طفلتي بقلم الشاعرة أم إبراهيم