مستوحشة بقلم الشاعر مصطفى محمد كبار

 



مستوحشة


كانت 

تمثلُ دور الأنثى 

الشقية

فشاختْ كافرة


استكملتْ بجسدي طقوس

الطعن و تبخرتْ مع

الريح


هي رعشة حزنٍ بعبادتي

لألف عام


مستبدة  الطبع  و بارعة

بذبحها


دموية المزاج 

تستنجد بأقذر الشياطين

بوقتها


و فوضوية بجدار الياسمين

بسقوطها


الخيبة

و دمعتي  برشفة خائنة

مستوحشة


فهاوية  كل  الظنون

ورائها


خمور الأرق  بليال 

الضجر

و الخوابي الفارغة  الثكلى 


قمة صلاتها 

صور الحرام و  .. الاسماء 


افترقنا  

قبل  الموت  دون 

أن  نحيا


فشاب  بجدار الذاكرة 

الحنين


قسمتي

لهفة  الإشتياق  بعطر

اللقاء  الأول


و الأماكن كلها شغف 

التعثر

بمر الأيام و الخيبة

رهبتي


كل القبلات  

تلاشت  أثرها  بسراب  

الإنسجام


تألمت

تحطمت

شربتُ 

أبشع أنواع الخيانة

بكوؤسها الحادة


و مازلت أحتضر من رائحتها

تلوث الهواء


و أضوع  بين  غبار الغياب 

شريداً


كل  القوافل  مبعثر  بين

رمال الأحلام


و  كل  الأحلام  حجارةٌ 

بدماء  الشرايين


تائهٌ  أنا  بسراديب 

الخسارة


ألمٌ  في القلب 

و ناراً  تستلهبُ  دمع

الأحداق


رحلتْ

هربتْ

كفرتْ

  

سافرت ْ بوحدة الروح

ساهية بظلمها


حينما كنت أطرز 

ثوبها

من بياض  الملائكة


كانت  هي

تصنع من لون الليل

نشيد الموت

للضريح الأخير 


قلت  لها 


متى  ستعودين  من

وجع  الغياب


لأحيا  بلحظة  فراغ

الإنتماء


فالنهد  كان  تابوت

ليلتي  معك


و جسدك كان  سجادة

صلاتي بكل حين


قالت

لن أعود لصور ذكرياتك

بلون  السماء


أنا  بنت  الزمان  مفتخرة

بفشل  أبي


سأبقى أشهق بباب

الكلب  


فجسدي مازال رخواً  

كالغيم

من  لمس  يداك  و رائحته

الباقية


و إني  نسيتُ  طعم

قهوتك

و أدمنت  ذل  القمامة هناك 

فإتركني لقذارتي


فإني  ساقطة

رخيصة


و أنسى  

دائماً  متى  سأنهض  من  

رعشة  الجماع


و لم  أعد  أملك توبة

العودة  اليك


ربما  

في النسيان مشيت

كالقدر الضرير


قلت  

لماذا  يا  قاتلتي بجسدي

هكذا  تكفرين


فأنا  أسجد  بندم

الطيب

منذ  يوم  الوداع


قالت  ...  لتموت  أكثر

بالهلاك


قلت  يا حب


دَونْ  إذا  بوصية  

الأموات


بأني  كنت

شاهدٌ  على  الإنكسار 

و الهزيمة 


بموتٍ  

يشرق  من  لوعة  

الصدمة  


و  عمرٍ  راح  يتراجع 


فلا درب يشدني لقرب

النجاة  ههنا


و لا  

مدفنٌ  لبقايا  الكلماتِ 

المسلوطة  

بحزن  الفراق  المر


فالخذلان  

هدني ككنيسة مهجورة 

تسقطُ  بجدراها  

حجراً  حجراً


كانت  بين  يدي مثل

الماء


و اليوم  تشقق القلب

من الجفاف


و مازلتُ أنتظر قطرة

غيثٍ 


من  سماءٍ  خالية


مصطفى محمد كبار

حلب  سوريا

٢٠٢٣/٩/١٨

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ينادمني في البعد عنك بقلم الشاعر خالد الجندي

حسناء في ثوب التواضع بقلم الشاعر فؤاد يوسف ابو طاحون

طفلتي بقلم الشاعرة أم إبراهيم