دعوت قلمي للكتابة بقلم الشاعر الهادي خليفة

 




دعوت قلمي للكتابة فأبى

وقال بغضب أنا لست هنا

قلت ماذا دهاك فأنت بيدي

و الأوراق كما طلبتها بيضاء 

وماذا أكتب؟  ٱأحرف هجاء؟!

ولمن سأكتب؟ وماذا أكتب؟

وأنتم لا تحبون سوى الإطراء

وانا لست مداحا لمن لا يستحق

ولا أحب المنبطحين و العملاء

وأنا عهدتك لا تضغط على ورق

دون هدف من أفعال النبلاء

واليوم أرى النبل قد أندثر

وساد العهر والفجور والبلاء

ولم يعد كلامك يجدي نفعا

وكأنك بكلامك تحرث بالماء

 وكأنك باسط كفيك لتشرب

وتعرف ان فعلك يقود للفناء

فلمن سأكتب وماذا أكتب؟!

قل لي ، هل ستسمعك الدمى

الوطن ضاع والشعوب تفرقت

والجهل ساد٫ والأحاديث هراء

أنصحك إن كنت للنصيحة سامعا

أن تكسرني و ترمي بي للظى

لعلني أجلب الدفء لمحتاجه

فقد لاح في الأفق برق الشتاء

وزمجرت عواصفه وقصف رعوده

منذرة بزوابع من أمطار وأنواء

ورغم الصمت الذي يسود بديارنا

إلا أن هزيم الرعد يتصدر الأنباء

ورغم الموت الذي أرتضيناه لعيشنا

ورغم التثاقل والرضوخ واللا إنتماء

مازلنا حقل تجارب و مجتمع مثالب

وقد عدنا كما بدأنا لداحس والغبراء

وأصبح شريفنا من باعنا و خاننا

والوضيع منا  من يقول للظالم لا

نموت كل يوم ونكبل بالحديد

وعيوننا تدور بالأحداق كالبلهاء

 أمة قد تركت كتاب ربها وسنته

وهرولت خلف المسالك والأهواء

فتعثرت وتدثرت برداء من خبال

و توارت خجلا من عهرها عمياء

     الهادي خليفة الصويعي/ ليبيا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ينادمني في البعد عنك بقلم الشاعر خالد الجندي

حسناء في ثوب التواضع بقلم الشاعر فؤاد يوسف ابو طاحون

طفلتي بقلم الشاعرة أم إبراهيم