إلى والدي الطفل بقلم الشاعر حمدان حمّودة الوصيّف






 إِلَى وَالِدَيِ الطِّفْلِ.

عُوجِي عَلَى الطِّفْلِ، بِالأَخْـلَاقِ غَـذِّيهِ

وارْعَيْـهِ بِالعَـطْفِ، وَاسْقِي هِـمَّةً فِيـهِ

يَـــا أُمُّ، إِنّــكِ لِــلْأَجْـــيَـالِ مَــــدْرَسَـةٌ

كُـونِي لَـهُ سَـنَـدًا لِلْـخَيْـرِ يَـهْـدِيــهِ

الطِّفْلُ كَالصَّفْـحَةِ البَيْضَاءِ نَاصِعَةً

والأُمُّ تَكْـتُبُ مَا قَـدْ تَشْتَـهِي فِيهِ

أَوْ قِطْعَةِ الطِّينِ، بِالتَّأْثِيرِ تَصْنَعُهَا

خَلْقًا مِنَ الـخَيْـرِ أَوْ شَـرًّا تُسَوِّيهِ

فَابْنِي لَنَـا وَطَـنًا، النَّـشْءُ حَارِسُهُ

وَالنَّشْءُ مِنْ خَطَرِ الأَزْمَانِ حَامِيهِ.

الـخَــيْـرُ وَازِعُـهُ وَالـحُـبُّ دَافِـعُـهُ

وَالـحَـقُّ رَائِـدُهُ وَالـدِّينُ هَــادِيـهِ

البَـحْـر يَـعْـمُـرُه وَالبَـرّ يُـثْـمِرُهُ،

وَالأَرْض يَزْرَعُهَا وَالصَّرْح يَبْنِيـهِ

وَالرَّكْب يَـدْفَعُهُ، يَسْمُو بِمَوْكِبِهِ

وَالقَوْل يَصْدُقُهُ وَالدَّيْـن يَقْـضِيـهِ.


يَا وَالِدَ الطِّفْلِ، حَقُّ الطِّفْلِ تَعْرِفُهُ:

البِـرُّ وَالـخَيْـرُ، فِي قَـلْبٍ، تُجَلِّـيــهِ

وَحَلِّ بِالعِلْـمِ رُوحَ الـجِـيـلِ يَطْلُبُهُ

وَاشْحَذْ عَزِيـمَتَهُ، فَالدَّرْسُ يُـرْوِيـهِ.

أَعِـنْـهُ فِي عَـمَـلٍ وَكُـنْ لَـهُ مَـثَـلًا

أَنْتَ الّذِي لِلْفِدَا والبَذْلِ تَـهْـدِيــهِ

وَازْرَعْ بِهِ بَذْرَةً فِي الخَيْرِ عُنْصُرُهَا

كَيْ تَحْصُدَ الـخَيْرَ لِلْأَوْطَانِ تَجْنِيـهِ.

إِذَا الشَّبَابُ، بِطِيبِ الخُلْقِ نَبْتَتُهُ،

كَالطِّيبِ، يُصْـبِـحُ مَحْـبُوبًا لِـرَاعِـيـهِ.


الطِّفْلُ مُسْتَقْـبَلُ الأَوْطَانِ، رَائِدُهَا

يَبْنِي، غَدًا، عَالِيًا، مَا اليَوْمَ نُنْشِيـهِ

مَا بَـيْـنَ أَيْـدِيَـنَـا، بِالدَّرْسِ نَـنْـفَحُهُ

مِشْـعَلُـنَـا، في غَدٍ، حُـبًّـا نُغَذِّيـــهِ.

طُوبَى لِمَنْ عَلَّـمَ الأَجْيَالَ، حَـرَّرَهَا

مِنَ الجَهَـالَةِ، نَـدْعُو اللهَ يَـجْـزِيــهِ.

 حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)

"خواطر:" ديوان الجدّ والهزل

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الإنسان بقلم الشاعر فيروشاه شيخموس

عاشقة الورد بقلم الشاعر فؤاد يوسف أبو طاحون

عاشقة الورد بقلم الشاعر فؤاد ابو طاحون