ريشة ومحبرة بقلم الشاعر العلمي الدريوش

 



..       رِيشَةٌ وَمِحْبَرَة


اَلْقَلْبُ رِيشَةٌ

شَاقَهَا حَنِينٌ جَارِفٌ

إِلَى حضْنِ مِحْبَرَة.

وَالْعَيْنُ عُشُّ ذِكْرَى

تَخْفِقُ فِيهِ أَجْنِحَةُ السَّنُونِ

كَأَنَّهَا فِرَاخُ قُبَّرَة.

وَدَّ لَوْ يَسْتَعِيدُ لَحْظَةً

كَانَ فِيهَا بُرْعُماً

يُطِلُّ فِي حَدِيقَةِ الْمَنْزَهِ 

عَلَى الْفَرَاشَاتِ الْوَدِيعَةِ 

وَقَدْ لَاحَ صَفُّ الزُّهُورِ يَافِعاً مُنَوَّرَا.

وَدَّ لَوْ أَنَّ جِسْرَ الْعَوْدَةِ

فَوْقَ نَهْرِ الزَّمَانِ مَا تَكَسَّرَ !

لَوْ أَنَّ الْمِدَادَ فَاضَ مِنْ كَفِّهِ

وَانْسَابَ شَوْقاً 

عَلَى صَفْحَةِ الْعُمْرِ وَرْدِيّاً وَأَحْمَرَا !


يَسْتَيْقِظُ الطِّفْلُ دَاخِلِي؛

يَرْتَدِي وِزْرَةً زَرْقَاءَ

كَالبَحْرِ حِينَ يَسْتَوِي هَادِئاً مُوَقَّرَا .

يَمْشِي خَارِجِي 

فِي أَزِقَّةِ الْخَيَالِ. 

يَحْمِلُ فَوْقَ ظَهرِهِ 

تُحْفَةَ بُوكْمَاخَ الْمُصَوَّرَة

وَأَقْرَاصاً صَغِيرَةً

وَمَعْجُوناً مُلَوَّناً

وَلَوْحَةً وَدَفْتَرَا.

فِي سَاحَةِ الْمَرْسِ

تَنْبُضُ بِالشَّهَوَاتِ وَالصّيَاحِ

يَشْتَرِي إِسْفَنْجاً سَاخِناً مُدَوَّرَا،

ثُمَّ يَخْتَفِي فِي الدُّرُوبِ مُسْرِعاً

كَيْ يَصْطَفَّ مَعَ الْفَرَاشَاتِ فِي الصَّبَاحِ.


آهٍ يَا طِفْلِي الصَّغِيرُ!

كَانَ الخُرُوجُ مِنِّي صَيْحًةً فِي الْكَرَى

صَارَ الدُّخُولُ إِلَيَّ

مَوْكِباً كَبِيراً

يَحْمِلُ نَعْشاً إِلَى مَقْبَرَة.


العلمي الدريوش


المنزه : مدرستي التي درست فيها سنوات الابتدائي بالقصر الكبير

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لم تعلم بعد بقلم الشاعر عاطف محمود

الغزال الأسمر بقلم الشاعر فؤاد يوسف طاحون

يقول المثل بقلم الشاعر نذيردهان