وماذا بعد بقلم الشاعر مصطفى محمد كبار

 



و ماذا  بعد


في  الريح  أدمنتُ

بصلاتي  تائهاً

و بالغيم نقشتُ  صورتي

بلون الضباب

شربتُ من خيبتي  ضيم 

الخمر

قلت  يا  أيها  الليل

دون  إعتذاري

لنجمةٍ  بعدتْ  و  موتٌ

مؤجل

هكذا  أنا

أركبُ  جواد  الحلم

برهبة الدهشة

أستلقي  على  ظهري

تحت  نخلةٍ  

في  طريق  سفري

مع  الذباب  الباحث

عن   بقايا  الأموات

و أُ علقُ  كل  ذكرياتي  

بعنق  كلبٍ  

مارق  من  بعيد

لينقذ   ما  تبقى  من

صور  حكاياتي

أنا سأبقى  على  طريقي

شارداً 

مع  الشبح  القاتل

سأعيدُ  ترتيب  الوقت

بجنازتي

كما  يحلو  للزمان 

و  كما  يريد   هو   لا  كما   

أنا   أريد

في  الحكاية  كانوا  هناك 

 عابرون  

و شخصياتٍ  متعثرة  كانت

ترهقنا   بالضجيج

و هناك  من  سقط  ذليلاً

بكلام  الشيطان

ف نسيَ يوما  كنت  أحمله

في  الحلم  البريء

فمات  مع  السنين  في  

عالم  الغياب

كم  يلزمني  من  الوقت

لأعود  إلى  الماضي

العتيق

فأني  نسيت  أن  أحيا

بولادتي 

و نسيت   هناك  أن 

 أبكي

عندما  تألمت  أمي و  

صرخت

فقط لأخل  الحياة 

الفاجرة 

و  يغتالني  خناجر  

الطعنات 

فأنا  منذ  زمن  البدايات  

متضجرٌ بحروف  

أسمي

و  لم  أصنع  لمحطة 

العمر  الأخير   

طقوس  العبادة  للعبور

من  زمن  السراب   

إلى  زمن  البرزخ  حيث

لا  أحلام

سوى  الإنتظار  لما سيأتي

بيوم  القيامة

كيف  سأعبر  يوم  القيامة

الطويل  بإنكساري

و  ماذا  سأقول  لله   عن

جرحي  العميق

و هل  هناك  بحضرة   الله

عز  و  جل

يحق   لي   لكي  

أبكي

فلا  شيء  لنا  ما  بعد

الموت

سوى  رسائل  السقوط

فيا  يا أيها  الموت  

كيف  ستقتلنا  و  بأي  طريقة

ستسرقنا  من  لعنة

المنفى 

و  نحن  لم  نعد  نملك  من  

هذه الحياة

إلا ملحمة  يأسنا  و أرواحنا

المقتولة

هل  ستقتلنا ما  بعد موتنا

مرةً  أخرى 

كنا  نحلم  أن  نلتقي  

يوما  بالعيد  

و نلهو  مثل  الصغار  

الفرحين

و نكتب  على  باب  النجاة

أولى  الأغنيات

لكن  خسرنا  ما  نملك  من

العمر   من  السنين

هبائاً

و نمنا  خائبين  بقلوب  

الحجارة  

منكسرين  بأجنحة  

السماء 

إذاً  لا  سر   لنا  ببقائنا  مع  

الحياة

إلا   لغة  الهزيمة  و  الوجعُ  

الأخير 


مصطفى محمد كبار 

حلب سوريا   ...........  ٢٠٢٣/١/٢٨

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ينادمني في البعد عنك بقلم الشاعر خالد الجندي

حسناء في ثوب التواضع بقلم الشاعر فؤاد يوسف ابو طاحون

طفلتي بقلم الشاعرة أم إبراهيم