القط العاشق بقلم الشاعر حمدان حمّودة الوصيّف
القِطُّ العَاشِقُ.
لِي مُشْكِلٌ فِي البَيْـتِ يَا إِخْـوَانِي
قِطِّـِي أَحَبَّ قُطَـيْـطَةَ الـجِـيـرَانِ
سَلَبَتْ فُـؤَادَهُ بِالـجَمَالِ وبِاللَّمَى
وبِـفَـرْوِهَـا وبِسِـحْـرِهَا الـفَـتـَّـانِ.
ولَـهَـا عُـيُونٌ أَفْـقَـدَتْهُ صَـوَابَـهُ
فَـغَدَا كَـأنَّهُ قَدْ أُصِيبَ بِـ"جَانِ"
طُولَ النَّـهَارِ عَلَى الجِدَارِ مُمَدَّدٌ
ويَــمُـوءُ فِي ذُلٍّ وفِـي إِذْعَـــانِ
لَـمْ يَبْقَ لِلسُّلْوَانِ صَبْرٌ نَـافِعٌ
أَوْ لِلوِصَـالِ وَسِيـلَـةٌ ويَــدَانِ
حَبَسُوا حَبِيـبَتَـهُ فَجُنَّ جُنُونُهُ
وشَـكَـا إِلَيَّ بِـحِـرْقَـةٍ وهَـوَانِ
فَطَلبْتُ مِنْـهُمْ أَنْ يَتِـمَّ زَوَاجُهُ
فَأَبَوْا، وتِلْكَ سَجِيَّـةُ "الجِدْعَانِ"
رَفَضُوا، لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ "نَوْعِيَّةٍ"
مَعْـرُوفَـةٍ فِي غَـابِـرِ الأَزْمَــــانِ.
فَعَذَلْتُـهُ وعَذَرْتُـهُـمْ فِي رَأْيِـهِمْ
ونَصَحْـتُهُ بِالصَّبْرِ والسُّلْوَانِ.
حَتَّـى إِذَا كَانَ مَسَاءٌ غَـائِـمٌ
فَـرَّا مَـعًـا لَا شَكَّ لِـلْعُـمْـرَانِ
فَـتَـهَـدَّدُوا وَتَوَعَّـدُوهُ بِـنِـقْـمَةٍ
رَفَضُوا، فَصَارُوا "مُضْغَةَ" الجِيرَانِ
حَرَصُوا كَحِرْصِ الجَاهِلِينَ، وفَاتَهُمْ
أَنَّ الــمَحَبَّـةَ لَا تُـخِيــفُ العَـانِي.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل
تعليقات
إرسال تعليق