الوحى بقلم الشاعر سيد حميد

 




* الوحى*


أيَّ ذبحٍ مذ جفاني ذبحا 

أيُّها الشادي فؤادي سرحا


إنّ حبًا مثلَ هذا شلني 

حينما أغرى وكانَ الوقحا


فغفونا في الفيافي غفوةً 

كيفَ تغفو وفؤادي قد صحا


ذلكَ البلبلُ في الغصنِ له 

أيُّ لحنٍ في يديهِ صدحا


بعدَ حربٍ وهجومٍ من قوًى 

كلُّ شبرٍ من فؤادي فُتحا


إنّني اللاجئُ في الحبِّ هنا 

لا لجوءٌ لكسيرٍ مُنحا


وسؤالي ظلَّ في عيني ترى 

كم سؤالٍ من فؤادي طُرحا


كم سؤالٍ في عيوني حينما 

صرتَ تمشي في فؤادي انطرحا


ذبلُ الوجهُ ولامستُ الردى 

مذ دفنا في الفيافي الفرحا


دارتِ الدنيا بقلبي دورةً 

كدويراتٍ على نفسِ الرحا


رُبَّ آهٍ لم تزل قائمةً 

كنتُ أخفيها ودمعي فضحا


أفلَ النجمُ بليلٍ دامسٍ

ثم زالَ الصبحُ وانجابَ الضحى


صرتُ بهلولًا على ما صابني 

وهنا أبدو كما يبدو جُحا


أينَ آثاري بأيامِ الصبا 

ذلكَ الدهرُ لرسمي مسحا


في اللظى بتُّ وهيجا هرمي 

قلبيَ الصادي بإضرامِ الوحى


هاتوا تعريفًا لما قد مسني 

إنّ دهري لمشيبي اصطلحا


كلُّ ذكرى في خيالي انكشحت 

كلُّ أخّاذٍ لحسني انكشحا


من جبيني بانَ همٌّ راسخٌ

هذا إيجاعي فمنهُ  ارتشحا


كلّما مرَّ على وجهي بكى 

زادَ أحزاني ومن ثمَّ التحى


طاحَ إجمالي وكلّي في الثرى 

فاضَ إيقاري وإجلالي طحا


إنّ صدري مذ زمانٍ مكتوٍ

ليتهُ بعدَ هيامي انشرحا


وإلى اللهِ تعجّلتُ الخطى

وطريقي أي وربّي وضحا


أصلحَ النفسَ وألقى وعكتي 

فلهُ تبتُ إذا ما سنحا


سنحَ اللهُ لعبدٍ أوبةً 

كلّما آبَ وبالقلبِ استحى


فوقَ أوجاعي أياديهِ بدت 

وعلى رأسي فكم كم مسحا


أيُّ عبدٍ سارَ في ركبِ الهدى 

فلهُ طوبى إذا ما فلحا


بقلم سيد حميد عطاالله طاهر الجزائري العراق

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ينادمني في البعد عنك بقلم الشاعر خالد الجندي

حسناء في ثوب التواضع بقلم الشاعر فؤاد يوسف ابو طاحون

طفلتي بقلم الشاعرة أم إبراهيم