رفقا أنا يتيم بقلم الشاعر ناصر الدسوقي
رفقــًا أنـا يتيـم
ناصر الدسوقى
*********
بمناسبة يوم اليتيم
**********
رآنـى الرجــلُ مهـمـــومـًا فـقــالَ
مَـن أنـت بُـنَـىَّ بِحَـــقِّ الإلــــــــهْ
أرى الأسـى بوجـنتيـك وعـينـيـكَ
وارتسَمَتْ مَـرَارةٌ فـوقَ الشِّـفــاه
تركتَ رأسكَ بين راحتيْكَ بِحالهـا
وبلغـتَ مِن حُـزنِـكَ أقـصـى مَـدَاه
أنـــا مَـن وُلِـــدِتُ ولـــم أَجِــــــدْ
أبـى عــلـى قَـيــــدِ الـحـيـــــــــاة
وعَـلِـمـتُ مِـن أُمِّى بِـقَــوْلِ أبــى
بِـأَنَّ عَــمِّـــى مَـا لِـى سِـــــــواه
وأّنْ أظـــلَّ لـهُ مُطـيـعــًـا دائمَــًا
وكوالِــدى أَبــَرُّهُ أرجـــو رِضاه
أتيتُ عَمِّـى راجِياً مِنهُ الحُقُـوقَ
رأيتُهُ تخّـلَّى عَن عَـطْـفٍ كَسَـاه
وكأنَّ أرضى التى بِحَوزَتِهِ طعامٌ
وَضَعتُ يدِى لِيُخْرَجَ مِـنْ حَشَاه
وزوجُـةُ قـالــت لهٌ إيَّــاكَ مِنْــهُ
وِدَعْـهُ فى الطُرقاتِ مع الحُفَـاة
ألـيسَ مَن سَعَـى لِيطـلُـبَ إِرْثَـهُ
بِصِبغـةٍ إمَّـا الهـلاكَ أوِ النَّجـاة
ألـم يعلَـم بِـأنَّ لنـا حَقَّا بِأعـوامٍ
مَضَتْ ودَهْـرَاً يَدِينُ لِمَنْ رَعـاه
فـالـعَــمُّ قـال تَـرَفَّقـِـى فَـــدَارُنـا
سَكَـنٌ لـهُ وكُـلُّ أولادى أَخَـــاه
قالت لهُ بِرَحْمَةِ الأمواتِ لَمْ يَكُنْ
واجْعَـلْ لِهذا مِن حَدِيثِكَ مُنتَهَاه
فَعَلِمتُ أنَّ العَمَّ كأنما أُرجُـوحَـةٌ
تُـوَجَّـهُ دائِمـــــًا أّىَّ إِتِّـجَــــــــاه
فأتـيتُ خالِى راجيًا مِنهُ المَودَّةَ
قَـوْلَ أُمِّـى دَمِـــــــى حَـشَــــــاه
بِنتُ خالِى ونِصفُ الدِّينِ تَكمِلَةٌ
مِصباحًا مُضيئًا وعُمرِى لِمُنتهاه
فـرأيتُـهُ بِفَـرحَـةٍ عَـلَـتِ اِلجَبِيـنَ
وقـــالَ لِــى مَهْـــرُ الـفـــَتــــــاة
فأجبتُهُ كما يكُـون بِحَيِّينَا نُعْطِـى
أَمْ مَهْــرُكُـمْ لِذاتِـهِ فِيمــا سِــواه
فأجابنى مهرُ الكريمةِ خَمسُ أفدِنةٍ
مــا كـــان إرثُـكَ فـى الحـيـــــاة
ومِنَ الحُلِىِّ سوْف تُوازِنُهَا ذَهَبًا
فَـتِـلـكَ لهــا سَـنَـــدٌ وَجَـــــــــــاه
وفى المَثْوَى مالا يُعَكِّرُ صفـوَهـا
وسـقْـفًهــا لا أَحــــدَاً عَـــــــــلاه
ولا تُشارِكُ فى المجالِـسِ طاعِمًا
وأوَدُّهَـا ببـَسْـمَــةِ لا بِالأَّنــــــــاة
ووقتـَمـا شــاءت تَـزُورُنـا تَـأْتِـى
الـدِّيــارَ فـمـا لـنــا أحــدٌ قَــــــلاه
فقُلتُ لهُ دَعِ اِلكريمةَ ها هُنا بِديارِكُم
أتلكَ وِصَـايَةُ أُمِّـى حِيــنَ الـوَفـاة
أتلكَ هِىَ المودَّةُ والأرحامُ فى صِلَةٍ
وما قــالَ الحَـبـيـبُ وَمُـصْـطَـفَــاه
وأشـار بِأصبِعَـيهِ وقال أنا وكافِلُهُ
ولَــمْ يـذكُــرْ أحَــــدَاً سِـــــــــــوَاه
رفقـًـا أنا يتيم
ديوان / حينما غاب القمر
ناصر الدسوقى
تعليقات
إرسال تعليق