وداع الروح بقلم الشاعر مصطفى محمد كبار





 وداع  الروح 


إني  لأدمعُ  حينَ  أرى  المغيبُ  يضجرني

والشيبُ  صبا مرهُ  قدحاً و السُكرُ  يغلبني


لا الثملُ  يحملني  بثقلُ   الأقدامِ  للنسيانِ

و لا الصبرُ   بقيَ    من  جحيمي   لينقذني 


فأرتمي حيناً للورى و حيناً دائماً  يبعثرني

شريدٌ   لغدٍ  وصلهُ جمرٌ  و  هلاكٌٌ   يتعبني


أشكو  بمدمعي   رسبُ  الحياةِ   من  ندمٍ

غبارٌ عناويني   و الدمعُ  بالكدر  يجرحني


أنا الغريقُ المدفونُ  و الأحزانُ مرها علقمٌ 

الطعنُ  بخاصرتي شديدٌ و الألمُ   يرهقني

     

وحيدٌ  بجرحي و السيفُ  بحدهِ  يذبحني

كالبعيرِ  أصارعُ  الموت   و الروحُ  تؤلمني 


فتحملني السنينُ وجعاً و دارها لا تحملني

الدهرُ  كواني  بجرحي  و الوجعُ   يهلكني  


فرحتُ   بخيبتي  أجولُ  ليالُ  الخاسرينَ

هيهاتٍ للذي راحَ بدمعي يظلمُ  و يأسرني


أنا اليتيمُ المأجورُ بثوبُ الأحزانِ  مهترياً

أمضي سراباً و العمرُ صار ثقيلٌ  يحرقني


فلا   صحوةٍ   لدهري   المكنون   بوحشتهِ

ولا الفجرُ  راحَ  لصباحي بغسقهِ  يشرقني


أعومُ  بأحزاني  بدروب ُ  الأكفانِ  و  ألهو

أيا قدرٌ  أوجعني  رمايتهُ  و راحَ  يقطعني


فأشتهي منام الليلِ  إذا الفكرُ  دعا براحتهِ

أفلا من صبحٍ  لي بصفاءُ  الفجرِ  ليذكرني


بأني  قد  نلتُ  كأسُ السمومِ  من  قاتلتي

و ريحُ القهر  يشعلني ناراً و الذلُ  يشنقني


فالغروبُ  صار حتميٌ  على دربُ  الرحيلِ

والموتُ باتَ ليوم الوداعِ يجرُ و يسحبني


طعنتني  تلك التي  القلبُ  جادَ  بها عشقاً

وهربتْ من روحي  كغريبةٍ عني لتحرقني


قدرٌ  قد رماني  لذاكَ  اليومُ النوك بقسوتهِ

و كم  من  أقدارٍ   بذلها   راحتْ   تكسُرني 


أتحجرُ  بكل زمانٍ  من لعنتي و لا  تلبسني 

راحتي و على دربُ الموتِ  الروحُ تسبقني


حقيرةٌ  غدتْ  خلف شهوتها  بدني الكلابِ

لتبقى  ذكراها بالوتين تعذبني و  تطحنني


و إذا شعرتُ  بأني قد  لبستُ ثوبُ  الموتِ

معتزلاً  سأبكي حيناً وحيناً  دائما يفجعني


رحلتْ  و لم  تعتذر  على الرحيل  لجرحي

فوداعاً ياأيتها  الروح التي كانت  تسكنني


مصطفى محمد كبار    29/12/2012

حلب  ..........  سوريا

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عاشقة الورد بقلم الشاعر فؤاد يوسف أبو طاحون

الإنسان بقلم الشاعر فيروشاه شيخموس

عاشقة الورد بقلم الشاعر فؤاد ابو طاحون