مقال الكتاب محرقة الكاتب والكتاب منهله بقلم الروائية أمل شيخموس

 



/ الكتابة محرقة الكاتب ، والكتاب منهله /

مقال بقلم الكاتبة الروائية

 أمل شيخموس// سوريا

                                       🌼   

حياتي منحتها للكتابة للخير للإنسانية ، كنا على علاقة وطيدة ببعض كلانا يشعرُ بالآخر يحتويهِ بمحبة و حياة ، عشقي للكتابة لن ينتهي و شغفها بشخصي أيضاً لن ينفذ عندما تكون الكتابة متكافئة مع الكاتب على درجة بالغة من الصدق فهي إلى الإبهار و الإنبهار تسير دوماً تنطلق شُهُباً في باطن الليل المظلم ، كذلك الإنسانية الحالكة تستفيد من تلك الإنارة لتتوهج و تضيء ، وقتها فقط سوف تشرقُ شمسكَ ، كانت الكتابة وستبقى أوفى من البشر جميعاً لأنهم في تقلبٍ مستمر بينما الكتابة تفتحُ ذراعيها لكَ لتذيقكَ أشهى الثمار و تنتقي أطيب الحِكَم لتمنحكَ إياها بفخر و تهبكَ الراحة النفسية والعقلية من خلال النشاط العقلي و الهدوء النفسي إزاء سكب مافي الباطن على الورق الأبيض ، الكتابة راحة سواءً كانت إلكترونية أو ورقية صَدَقَ من قال أن الكتاب أصدق و أوفى صديق ، إلا أن ثمة من يَعُدُهُ مجرد منبع للمعلومات فقط ، بينما هو سر من الأسرار يتجلى أمامكَ يحتاج إلى المحبة والثقة لتنفتح أسوارهُ أمامكَ ، فعندما تشعرُ بالشيء هو أيضاً يشعرُ بك صدقاً ، فكيف بالكتابة نافذتُكَ على العالم بوابة التغيير من الجهل و التردي و الخنوع إلى الشجاعة و الإرادة و الأمل في البناء من خلال المرونة الفكرية والعلمية المكتسبة بشتى أنواعها حتى الأدبية ، الكتاب يحتاجُ أن تشعر به ، أن  تتلمسهُ بمحبة و رحمة كما أن الكتابة عندما تدونها أيضاً تحتاج إلى فكرٍ راقٍ و بحث دؤوب و شغف مستمر بفن التدوين الذي هو و الكتاب صنوان وجهان لعملة واحدة إذ أنهُ لولا فن الكتابة لم يكن ثمة كتاب يُقرأ و حالَ دون حفظ تلك الآراء و المشاعر و الكنوز الفكرية و النفسية العلمية الطبية . . إلخ لم يكن ثمة كتابة تُنشر و تصل الملايين حول العالم إذاً لنتفق الكتابة و الكِتاب عملة واحدة تجمعهما علاقة و طيدة من الشغف و المحبة التي تَستشعرٌها عند تناولكَ لأحد الكُتب سواءً كُتبت بعمق أم سطحية إذ أن طاقة الأفكار و المشاعر تصلكَ من خلال كاتبها تشعر بالنبضة و السكنة أيضاً الذكاء اللامع و الإبهار أيضاً الكثير منه في الكتاب ، بينما تشعرُ بالكتابة السطحية أيضاً من خلال اللغة التي يتحدثُ بها كاتب هذا الكتاب الآخر حيث يعتريكَ الملل و لا يمنحكَ أي أمل مما يجعلكَ تهجر ذلك الكتاب للغبار و النسيان ربما . . الكتابة المؤثرة هي التي ندت من الأعماق بصدق ، و أعتقد أنها الخالدة عبر الزمن لأنها تعدُ من الإرث و التراث الثقافي و العلمي ، مرجع و معلومة لا يمكن إلا أن تقذف ذاتكَ في أعماقها لتقطفَ أطيبَ المعارف ، المعرفة دون إنسانية لا تضاهي شيئاً ! من يطالعون بذاكَ الدافع يبقون كما الروبوت الذي يجمع فقط المعلومات آلياً هنا لا أتحدث عن الكتب الأدبية و الفلسفية فقط إنما العلمية أيضاً إن لم تهذبكَ الكتب و تمنحكَ إحساساً أكبر بالقيمة العقلية و الإنسانية فما الفائدة من حشو المعلومات . . إن لم تتمكن من غرس تلك الفكرة و المعلومة لخدمة المجتمع فالأمر سيان يشوبهُ الإفتقار إلى الكثير حيثُ تبقى المعلومات حبيسة الأضلع إن لم تتفاعل معها و تُسقِطَ تجربة ما اعتملتهُ في أعماقكَ على العالم ليزدهي أكثر فما الفائدة إذاً ؟! إن لم يُعلِمكَ التواضع و النبل و الرقي في الطرح و الفكر و التعاون مع الآخرين من خلال التعبير الفعلي عنهُ هو لا يعد حفظياً آلياً ، أؤمن بأنه لم يؤثر بالملتقين التأثير المنشود و لم يُحدث تلك الثورة و الإنقلاب الواضح المرجو  . .

الكاتبة

 أمل شيخموس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ينادمني في البعد عنك بقلم الشاعر خالد الجندي

حسناء في ثوب التواضع بقلم الشاعر فؤاد يوسف ابو طاحون

طفلتي بقلم الشاعرة أم إبراهيم