ديمومة بقلم الشاعر سعيد اوسي

 



دَيْمُومَة طفحت فِيهَا الْأَجَلُ 

و اِضْمَحَلَّت الْمَهَابَة مِنْ الْقُبُورِ 

بَات الرَّاحِل غَيْر مُدْقِع للحقيبة 

و لَا يَقْتَضِي لضريبة الْعُبُور 

اسْتَدَام عَلَى الأَنْفُسِ الدُّجَى 

و لَمْ يَعُدْ هُنَاك نَسِيما 

ليشرح الصُّدُور 

وَلَمْ يُعِدْ يَسْرِي إِطْلالَة الصَّبَّاح 

و اِحْتَجَبَت بَعْدَهَا وَمِيض النُّور 

أَيْن الرَّبِيع لتخضر قِمَمِ الجِبالِ 

أَيْن الرّوَابِي لتملئ بالزنابق و الزُّهُور 

لِمَا تَجَرَّدَت الْآفَاقِ مَنْ اطلالتها 

و امْتَلَأَت بالصخب و الذُّهُول 

تَدَلَّت الْعَنَاقِيد 

و اِنْحَتّ الْأَسْوَار 

و تقرحت التُّرَابِ مِنْ الجذور 

أَيْن بَوْحٌ الْحَمَّامِ مِنْ فَوْقِ الْأَسْوَار 

أَيْن رَحِيقٌ الْأَزْهَار 

تَلُوح مِنْ فَوْقِ سَطْحٍ الدَّارِ 

تَعَانَق النَّارِ وَ الزَّرْع 

و تَرَى النَّاسَ تلوذ بِالْفِرَار 

مُقَيَّدٌ ذَاك الرُّوح 

و كَيْف لِلصَّحْرَاء أَن يرتوي الْجَرَّاح 

نَاحَت الْحَنَاجِر 

مِن وَخَزّ الْخَنَاجِر 

قَطَرَات مِنَ الحُمَمِ كالدمعة تَسْقُط 

لتلهب السَّرَائِر 

و للدمعة بَقِيَّة 

فَلَم يَبْقَى مُنْفَرِجٌ لكساء الرُّوح 

فَقَط سَقَطَت آخَر أُمْنِيَةٌ 

و حَالَت الاشجان 

لحقل مِنَ الجُرُوحِ 

هَبَطَت قَداسَة الْجِنَازَة 

و الْحَبّ تَلاَشَى 

و بَدَأ يَقْطُر كالرزازة 

و أَب سَلَالِم الْمَوْت 

كظل مُسْتَدِيمٌ بِلَا نَبْرَة صَوْت 

 

بِقَلَم سَعِيد اوسي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ينادمني في البعد عنك بقلم الشاعر خالد الجندي

حسناء في ثوب التواضع بقلم الشاعر فؤاد يوسف ابو طاحون

طفلتي بقلم الشاعرة أم إبراهيم