بعد أن قطعت بقلم الشاعر مصطفى ابو لاوند




 بعد أن قطعتُ

ثلاثة عشر حاجزاً .. 

---------------------

يقولون عني ..

مثابر 

مواذب

عنيد ..

لدرجة أنني قطعت 

ثلاثة عشر حاجزاً 

بين حلب و عفرين 

والكل يسألني : 

أنت مين ؟!.

لدرجة إنني لم أعد أتذكر 

أنا مين ؟!

أذقتهم بأس الصبر الشديد 

أريتهم ذوبان القهر 

على وجهي كالجليد 

أطفأتُ الصراخ 

أطعمتهم ..كيد الصابرين


الآن ..

بعد أن قطعتُ

ثلاثة عشر حاجزاً 

أرفع يدي 

أضرب كفي على كفي 

أستجمع الأنين 

وعيني على الدروب رأت 

طيور النصر ..

ترفرف ..وتطير 

لم أفقد الامل 

أسحب منديلي 

أمسح عن جبيني 

غبار عفرين 


أكاد أنفجر 

أتناثر 

أشتعل ..

والحزن يفتك بي 

ويروم بالخراب 

معول 

يدق المسامير 

في نعش الصمت الدفين 


يقولون عني ..

شاعر ..

وقع حروفي 

على القلب 

يمزق الضمير 

وطؤ لساني حادٌّ 

مذبوح 

يطيّر رؤوس الطغاة 

في الميادين 

وقصائدي عهده الشهادة 

أرواح محاربيه 

يعلو مع الأثير 

و كلماتي تغرز في الدم والطين 


يقولون عني ..

محارب

أصم أبكم ضرير 

يضرب ..

ذات الشمال 

ذات اليمين 

عهده على الشآم 

رعدٌّ 

ازيزه يبتغي الحمى 

مطراً ..

وطؤه رصاص 

زحفه فيالق مقاتلين

مطراً ..

يسقي التراب 

في كؤوس الوطن 

نبيذ دماء العاشقين 


يقولون عني ..

نازح 

لاجىء 

راحل 

وزيتونتي ..

تحمل بزند اغصانها 

بنادقاً 

تطلق بفوهات براعمها 

رصاصات العشق ..جمراً 

يردي الطغاة ..جمراً 

جمراً متشوقاً للوطن 

يفتح صدره 

لعشقٍ أليم ..؟! 

---------------------

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ينادمني في البعد عنك بقلم الشاعر خالد الجندي

حسناء في ثوب التواضع بقلم الشاعر فؤاد يوسف ابو طاحون

طفلتي بقلم الشاعرة أم إبراهيم