انامل الرسم بقلم الشاعر ادريس جوهري

 



أنامل الرسم ، خرجت من ورشة 

التضامن الإنساني ، أيقظتني للعمل ، 

ارتديت ملابسي ، ثم أخذت مصباحا 

يدويا ، وخرجت أمشي الهوينى ، 

بين قطيع الغنم ، و الذئاب ، 

كلب الحراسة يلهو ، في مدينة الألعاب ، 

و أنا أرسم لوحاتي ، على الصخر ، و التراب ، 

والرمال والجدران والبحار ، أخرجت ريشتي ، 

و الألوان ، رسمت شيخا مسنا ، قائما يصلي ، 

يناجي في المحراب ، و امرأة شابة أرملة ، 

ترضع طفلها ، ألبستها سترة قطن قديمة ، 

و أسكنتها في كوخ قصب ، على قمة جبل ، 

بعيدا عن ضوضاء المدينة ، و وحوش الغاب ، 

ثم أضفت بعض الأواني ، و الأثاث البسيط ، 

طاولة خشبية أرضية ، مدفئة و حطب ، 

تحميهم من قساوة البرد و الشتاء ، ثم 

فراش من قماش بالي ، جريدة القدس عليها 

صحون وكاسات وإبريق ، مبعثرة فوق الخزانة ، 

و جهاز راديو قديم ، لاستقبال الشرق والغرب ، 

حفرت لها بئرا صغيرا بجانب البيت ، 

كي لا تتعذب من مشقة الطريق ، إلى عين البادية ، 

في الخارج ، هناك في الأفق فلاح غريب ، 

يزرع سنابل القمح ، و الخضر والفاكهة ، 

و الطبيعة الخضراء ، تملأ الأرض المباركة ، 

مع أشجار العنب و الزيتون ، 

جبال شامخة ، تكسوها الثلوج ، 

سرب الحمام يحلق في الفضاء ، 

حديقة مزينة ، بالأقحوان و الياسمين ، 

ثم زخات مطرية ، تخترق السقف ، 

أصلحت الثقوب و الشقوق ، 

ملأتها بالإسمنت والحجارة الحية ، 

ثم أزيد قطعتين من صوف في رسمتي ، 

لأجل الرضيع ذو السبعة أشهر ، 

و قنديل يضيء المكان ، 

مع خبز و تمر ، و لبن للعشاء ، 

فليل الشتاء طويل ، 

و نافذتان صغيرتان واحدة فوقها 

قطة شيرازية ، تؤنسها في وحدتها ، 

و الأخرى تطل على الوادي ، 

و السماء أزينها .. بقمر بدري ،  

و نجوم متلألئة ، للسهر عندها ،  

ها قد انتهى عملي هذه الليلة ..!!  

سأرجع إلى البيت لأنام ، و أتركها  

تنشف تحت النجوم والقمر ، و غدا ..!! 

يضيف عليها جاري ألحان الحياة .. 💙" ا .. لْ .. أ .. مَ .. لُ "💚


                   @ بقلمي/ إدريس جوهري . " روان بفرنسا "

                              24/10/23 Jouhari-Driss

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ينادمني في البعد عنك بقلم الشاعر خالد الجندي

حسناء في ثوب التواضع بقلم الشاعر فؤاد يوسف ابو طاحون

طفلتي بقلم الشاعرة أم إبراهيم