هذا أنا بقلم الشاعر مصطفى محمد كبار
هذا أنا
هذا أنا
أتذمرُ وجعاً بدنيا الهلاك
و لا أتذكرُ تاريخ وفاتي
متى سجل على جدار الحياة
فألتمسُ عذرآ من ذاتي المفقود
و أعتذر من القصيدة بسقوطي
باكراً من التشكيل بوجع
الحياة
هذا أنا
أجرُ ورائي شريداً خيبة أزمنتي
و أتوهُ سرابا بسفر الريح
أسيرً متضجراً عكس الراحلين
بلا مأوى
أسدُ بجسدي الجريح ثقوب
أوجاعي
أجولُ سراب الدروب الحاقدة
بنقض السنين
و أبحثُ من بين غبار
الإنتماء
عن الوقت الضائع بلحظة
الموت
و ينقصني في زمن الرحيل
دائماً
عنوان البريد الضائع بين طعنات
الأقدار
فلا فرق بين الماضي المنصرم
و حاضري اللئيم
لا فرق بين بكاء الأمس
و بكائي اليوم
فالوجع لا تغير في سلوكه
و لا بشكله الموجع
لا بأي مكان و لا بأي زمان
فيالمصيبتي الكبرى مع الظالمين
القدامى
و يا لمر الوقت الذي يسكننا
دون رحيل
هذا أنا
ألملمُ صدى الهواء بوداع ذاك
الغريب المكسور
لأتونس مع الغراب العابس بمر
وجعي على الغياب
أشدُ مراكب الراحلين ببحر
الضياع تعباً
وأرتبُ للنعش المقتول دومآ
بجنازة الحجر
أسيرُ بوهم الأيام محتسباً بزوغ
الفجر الغائب
و لا من ماء في كوكبي
الغريق
أتحايل ساكراً على غفوة
الليالي
لأحلم مع شبحي العتيق بعودة
الذباب لذاكرتي الثقيلة
فأنا مسجونٌ بين جدران
الأسر بلوعة كأسي منذُ زمنٍ
بعيد
و أجهلُ تاريخ القاضي المزيف
الذي أورثني زمن الفجور
و لم أكن أدري بهجرة المسافر
الكئيب متى كان
في محطات الإنكسار و
الهزيمة
هذا أنا
دائماً أفتش بين أضلعي
عن قاتلتي الهاربة
و أحمل روحي تعباً خلف
رحيلها الظالم
أجالسُ عبث النجوم بليلتي
الجارحة بوحدتي فأبكي
ندماً
و لا ونسٌ بصحبة الكأس معي
إلا ذكراها بأُولى البدايات
فآهاً على وجع الفراق يا من
ملكت ْ هذا القلب الجريح النازف
و رحلت ْ بدون وداع
لتزيدني وجعاً و ألماً على طريق
الأموات
و هأنا أنتظر في محطة الرجوع
قطار الندم
علني أستريح بلقاء الروح الغائبة
يوماً
هذا أنا
أبكي على ولادة وجع
الجراح
و لا أُبدل أثواب أحزاني بزهرة
الشعوذة المنحرفة
لا أرجو من تأخر الموت
شهقة البكاء
فقط أجمع من ظلام الأيام
سواد الحياة بسكرة الغباء
و لا أجلسُ على الطريق
الغياب
لأُحدقُ للأمس الراحل خلف الرمال
لكي أحيا
فأنا لا أحيا بزمن الإنتظار
و لا أنتظر بصلاة الحجارة
وصول حجيج النمل على طريق
السفر
فالحياة قد علمتني كل طقوس
أوجاعها
و صلبت روحي كجنازة مشوهة
على جدار النسيانِ
الريح بقي يحملني حاقداً في
المجهول المر
نحو دار الخراب
فأصرخُ بدمعة اليأس متألماً
بجراحي
بوجه الآلهة المتعبة
لما نحن نسجدُ لكم
و أنتم كالأموات نائمين
بسكرة العدم ؟
فهذا أنا
أتفجرُ جرحاً خلف جدار
المنفى
أرتمُ هلاكاً بأرصفة الغرباء
كشاة الجريحة
أحاولُ العثور على نفق الخلاص
بتعبي للنجاة
و لا أشكو بأحزاني لأهل القبور
عن إنحراف الكتب
فأسرق سراً من تشرد الخيال
فكرةٍ ما
لأكتبها نصاً جنوناً بوصيتي
الأخيرة
من وحي القصيدة الفوضوية
لتبقى عنوانها الوحيد فوق جدران
الخذلان هذا أنا
هذا أنا
الشاعر .......... مصطفى محمد كبار
حلب سوريا ٢٠٢٢/٤/٢٦
تعليقات
إرسال تعليق